فى هذه الأيام السعيدة و التى تحتفل بها البشرية جمعاء بعيد ميلاد يسوع عليه الصلاة و السلام أحببت أن أستبدل الريشة بالقلم كى أنقل لكم ما يجول بخاطرى من أفكار متراكمة و مشاعر مختلطة لا سبيل للتعبير عنها إلا بالحروف
أولا حالة الديرة الديموقراطية
نحن نعيش فى آخر أيام ((الديموقراطية الكويتية الحقيقية)) و التى تعودنا عليها من أيام المغفور له الشيخ عبدالله السالم فكل ما نراه من الحكومة و أغلب أعضاء مجلس الأمة هى جهود مكثفة لتجريد ديموقراطيتنا من محتواها و من خلال إصدارقوانين - خادعة - معادية للحريات و عن طريق شراء ذمم معظم أعضاء مجلس الأمة إما بالمال أو بقطعة أكبر من كعكة الكويت . بالتدريج المدروس مجلس الأمة قاعد يتحول لمجلس للشورى أو حتى مجلس لصبابى القهوة - مع إحترامى و تقديرى لأصحاب هذه المهنة التراثية. و لا أعلم كيف يرضى بعض رموز العمل الديموقراطى بالمشاركة بهذه الجريمة و هم يعلمون أن التاريخ لا يرحم و من يشاهد و يسكت عن الجريمة يعامل نفس معاملة المجرم و إن رفع صوته و صارخ بشكل متقطع.
البعض حتما سيعارض هذا الكلام و سيرفع راية حقوق المرأة السياسية كأحد ((المكتسبات)) الديموقراطية الجديدة التى تستحق التصفيق و التعظيم
و لكن مجلس الشورى يظل مجلسا للشورى و لو كان أعضاءه نصفهم من السيدات أو أى مخلوقات جميلة من كوكب آخر
ثانيا حالة الشعب
حقا المال الزائد نقمة . مع طفرة إرتفاع أسعار النفط و إنتعاش كازينو البورصة تحسنت الأوضاع المالية لقطاعات كبيرة من الشعب فمن كان يملك منزلا فى ضاحية عبداالله السالم أصبح يملك منزلين و اللذى يملك منزلين أصبح يملك قصرا على البحر و اللى كان يملك قصرا أصبح يملك ربع إقتصاد البلد . و قد يعتقد الشخص الصاحى بأن مع تضاعف ثروات الأغنياء سيشعرون بالإقتناع - أخيرا - و سيكفون عن الغيرة و الحسد من بعضهم البعض و لكن الحاصل هو العكس تماما . فكلما إرتفع مؤشر البورصة زادت إعلانات الشتم والتهديد و التشهير بالجرائد و لا أعلم هل من واجبنا أن نشارك فى مجلس عزاء ملياردير فقد بضعة من أعز ملايينه ؟ أو علينا أن نحمل السلاح و نقاتل بصف من يملك حصة أكبر من أسهم شركة الكويت ؟
و طبعا مع تنامى ثروات الطبقة المخملية تم تناسى من هم فقراء بالتأسيس و تم دفنهم تحت أكوام من الصفحات الإقتصادية أو تم إستبدالهم بطبقة ((مديونين البورصة )) و هى طبقة جديدة من قليلى الحظ بالكازينو . فلا كرسى للفقير و المحتاج فى حفلة تقطيع الكعكة الكويتية و لن تتم دعوته أصلا. و بالطبع لم و لن يكتتب أحد فى مأساة البدون - إلا ما ندر - و إن كان الربح بالدنيا و بالآخرة مضمونا.
هذه الحالة من الهيجان الإقتصادى هى لعنة أصابت البلد بمقتل و جعلت الأخ ينهش أخاه و الإبن يهاجم عائلته بوحشية فى مشهد لا نراه حتى فى فيلم تثقيفى عن حياة و أطباع الضباع و لا أظن أن حتى كارثة بحجم التسونامى أسوأ من الكارثة التى نعيشها الآن و الله يحمينا جميعا من طفرة زيادة أسعار النفط القادمة أو من حرب تحرير سوريا.
ثالثا حالة المدونين الكويتيين
ما عدا ومضات من الأمل هنا و هناك المدونات الكويتية تعكس واقعا أليما يعيشه الشباب و الشابات بمجتمعنا. حالة من الضياع و الإنغماس بالتوافه من الأمور و اللهث المميت وراء الماديات هى ما يشغل بال السواد الأعظم من الأخوة و الأخوات. مما يحز بالنفس هو أن معظمهم من الفئة المتعلمة و المثقفة و القادرة على أخذ مركز مهم فى المجتمع متى أرادو ذلك و لكن هم إختارو الحياة بمعزل عن ما يحدث حولهم. خلقوا عالما خاصا بهم و فى هذا العالم يفعلون ما يشاؤون و بعيدا عن ضغوط الأهل و المجتمع. نعم الإنسان يملك الحق فى أن يفعل ما يشاء بحياته فيصنع منها شيئأ مميزا أو يدمرها لو أراد و لكن لا يملك حق الشكوى و البكاء و الإحتجاج لو هو - بإختياره - قرر وضع سدادات بإذنه و غطاءا على عينيه و لم يسمع أو يعرف عن الحريق الذى دمر بيته و قتل أهله. لا تفتعل الشكوى و البكاء و ترفع سيف الإحتجاج و أنت مستلقى على سرير أمام حوضا للسباحة و تسمع الموسيقى و تتجرع نبيذا مستوردا و أنت من شاركت بحفلة تقطيع كعكة الكويت و صفقت لمن كان يمسك بالسكين و لم تحتج حينها إلا بإبتسامة خجولة أو قبلة على أنف أو صمت و نظرات . لا تلبسي قبعة الثوار بعد أن أمضيتى الليلة الماضية فى حفل صاخب الهدف منه الإنسلاخ من الجلد الكويتى و نسيان الزمان و المكان الذى عاشو أهلك فيه منذ قرون وثم تتجرأين و تسخرين من سوء الأوضاع و عدم إكتراث الناس بما تقولين من حكم و مواعظ. أسوأ أنواع الكذب هو الكذب على النفس فمن يفعل ذلك فأنه يخدع نفسه فقط و بنفس الوقت يتعرى أمام الناس و يكشف عيوبه و مدى ضعفه و جهله أو حتى غبائه. نعم الغباء لا علاقة له بالمستوى التعليمى أو الوضع المادى أو الإجتماعى فقمة الغباء أن يكون الشخص واعى و فاهم و يتظاهر بالغباء و يتعامى عن الأخطاء كطريق سهل للحصول على راحة البال و الإبتعاد عن المتاعب. و هذا ما أراه من معظم المدونين و المدونات الكل يريد أن يعيش بجزيرة الأحلام الخاصة به و هم يعلمون بأن الجزر معرضة للغرق بأى لحظة.
إترك عنك الماديات و لا تفكر ببيزات . الحياة زلقة تاير سيارة و تنتهى و الإنسانية ما تنقاس بعدد الحفلات اللى معزوم عليها و لا بعدد أطقم الألماس إلى بالتجورى. هذى حياتك و هذى ديرتك و ما راح تقتنع و بالك يرتاح إلا إذا صلحت الأثنين- الأثنين مع بعض ولا حياتك راح إتظل لا معنى لها و قد تموت غدا و لا أحد راح يتذكرك بعد إنتهاء ثالث أيام العزاء.
أخوكم المتفائل دائما
مــاد م الكويت
Sunday, December 25, 2005
Friday, December 23, 2005
Monday, December 19, 2005
Friday, December 16, 2005
Thursday, December 15, 2005
Tuesday, December 13, 2005
Tuesday, December 06, 2005
Sunday, December 04, 2005
Friday, December 02, 2005
Subscribe to:
Posts (Atom)