Thursday, August 12, 2004

هل أنت كويتى تملك كثيرا جدا أم كثيرا..أو لا تملك شئ إطلاقا؟

مجتمعنا الكويتى الصغير طبقى شئنا أو أبينا سيظل طبقى مع سبق الإصرار و الترصد الحكومى! فمن قبل النفط كان هناك الحاكم و التاجر الثرى و صاحب الحرفة الفقير و كان هناك المتسول. و اليوم بعد إكتشاف عشر إحتياطى النفط العالمى تحت رمال هذه الأرض الطيبة إزدادت هذه الطبقية و بمساعدة و تكريس حكومى منقطع النظير! الكويتيون اليوم يصنفون على حسب أرصدتهم و ممتلكاتهم و قيمة أسهمهم إلى ثلاث فئات واضحة :

الأولى : فئة ذات الثراء الفاحش و هى فئة ترتبط بالحكومة إرتباط وثيق و كلى و من خلال ولاء كامل بطريقة مباشرة أو من خلف الكواليس بمقابل إستمرار حصول هذه الفئة على أفضلية مطلقة من حيث المعاملة الخاصة بكل الأمور من تقديم التهانى بالأعراس و واجب العزاء إلى إصطحابهم و دعوتهم لرحلات ((إقتصادية)) فى شرق آسيا!

الثانية : فئة الأغنياء و هم بالغالب فئة تقتات على ما يصلها من ((طشار)) الفئة التى تسبقها و هى تعمل فى خدمة الفئة الأولى بطريقة مباشرة أو كواجهة لها تستطيع من خلالها التحرك بسهولة لإحكام سيطرتها على الإقتصاد و إحتكار الثروات. هناك حدود حمراء تمنع من هو بهذه الفئة من الوصول للفئة الأولى. وإن كان الكثير منهم يتظاهر بأنه من الفئة الأولى!

الثالثة: فئة ((العاديين)) و هى أكبر شريحة من الناس و تضم من لا يملك دخلا إضافيا غير راتبه أو يملك القليل من الأسهم و العقار أو صاحب مشروع صغير و أضم معهم جميع المديونين و كل الفقراء. هؤلاء يزداد عددهم يوم بعد يوم و هم اللذين لا يملكون وسائل - كالواسطات - لتحسين حالتهم المادية لعدم إرتباطهم بأصحاب الثراء الفاحش أو لتجاهلهم من قبل الحكومة لنفس الأسباب.


بعد هذا التصنيف يبدو واضحا على ما أعتقد من تقصده الحكومة عند الحديث عن توفير ((بسطات)) لبيع المسابيح أو تدعوه للعمل بتصليح ((شبات)) الشارع بدلا من الهنود. دولة تملك عشر نفط العالم و إستثمارات هائلة و شعب أقل من المليون نسمة و تريد من أبنائها اللذين ((دلعتهم)) بالسكن و التعليم المجانى و زرعت فى عقولهم فكرة الثراء و ((هذى الكويت فيها اللى نبى)) من نعومة أظفارهم تريدهم الآن أن ((يشتغلون بالكراجات)) للحصول على لقمة العبش ؟!

العمل بالكراج او البيع ببسطة ما يوكل عيش ((كويتى من الدرجة الأولى)) و أقصد بالعيش الكويتى هنا هى الكماليات التى لا يستطيع أن يستغنى عنها أى شاب كويتى و أصبحت مقياس تحدد ((كويتية)) كل شخص هنا. من السيارة الفاخرة و الشاليه و اليخت إلى منزل قريب من ((الديرة)) و ..و...إلخ
هذه العقلية هى إنتاج حكومى ((خالص)) . شعب صغير بعدده و مرتبط ببعضه بالنسب و غيره فكيف ((تفتح التجورى)) حق واحد و تطلب من ((أخيه)) أن يعمل بالشارع؟!



و للحديث - الطويل - بقية.....